Hot News

10‏/09‏/2011

المبالغة ........................



بسم الله أولاً وآخراً وبة نستعين :
لوقت قصير لم أكن أعتقد أن المبالغة في فعل ما قد تؤدي إلى أكثر من خراب البيوت !
قد يبالغ أحدهم في الحزن فيتخذ من الأسود لوناً مفضلاً لكل حاجياته حتى يصل الأمر به إلى مقاطعة النهار و التعايش مع الليل فقط، و قد يبالغ أحدهم في الفرح مما يضعه أحيانا في مواقف محرجة كأن يقيم أب حفلة كبيرة يدعو أصدقاءه و جيرانه و أحبابه لوليمة على شرف تخرج ابنه من المدرسة الإبتدائية.


في العالم العربي يمكنك أن تكتب (أدباً)كله جنس و جمع غفير سيصفق لك حتى الحكومة!، و لكنك لا تستطيع أن تكتب قصة صغيرة تصف فيها ما يعانيه أي مواطن أو سجين ، أنت بذلك هددت الأمن القومي و هذا على افتراض أننا نملك أمن قومي فعلاً !


في الوطن العربي ما أسهل أن تربي طفلاً، لتؤدبه تضربه حتى الموت و إن قدّر الله و حفظ روحه إلى أن يشاء فتستطيع تأديبه أكثر باختيارك له نمطاً معيشيا أنت ترسمه بداية برسمك ملامح زوجته و حتى أطفاله أيضاً، و إن عبّر هذا الموؤود بأن الرسومات لا تعجبه لن يكون إلاّ عاقاً نيته الانقلاب!
أما في أمريكا فأصبحت المبالغة في الحرية طامة كبرى، ستدخل في فئة المستعبدين في الأرض و المظلومين بمجرد أن تصبح أباً أو أن تصبحي أماً، في أمريكا يجد الأب نفسه يعيش في محمية تُشرف عليها الشرطة و تُأتمر من طرف الأبناء، لن يتجرأ مربي على ضرب طفل قصد تأدبيه أو رفع الأذى عن نفسه بعد السلطة التي أصبحت في يد طفله، و إن تجرّأ فإن السجن المكان الذي يناسبه.


بنفس المنطق بل و بمبالغة أخطر و أكبر تقوم السياسة الأمريكية بالحفاظ على أمنها القومي برسم خططها انطلاقاً من قراءة النيات و أفكار الآخرين، حتى الذين لا أفكار لهم أمريكا تصنع لهم أفكاراً ثم تلبسها الخطورة و تقدمها للعالم، و هذا ما تعكسه سياستها اتجاه( الارهاب)، ففي شريط وثائقي على قناة الجزيرة سأل الصحفي مسؤولاً في الأف بي آي عن مواصفات الذين تلقي القبض عليهم الشرطة، فأجاب أن لا مواصفات ثابتة، كل من تشك فيه الشرطة أنه قد يشكل خطراً مستقبلا على الشعب الأمريكي فهو يُسجن تحت عنوان حماية الأمن الأمريكي..إنه الهوس الذي يفوق المبالغة في حماية الأشخاص/ الممتلكات/ الأوطان.


في العراق ، أفرز إعدام رئيس العراق أن لا شيء يعلو على المبالغة في طلب الثأر، فالمعروف أن السن بالسن و لكن يبدو أن المعنيين بأخذ الثأر قرروا إعدام شعب كامل.
في لبنان ، لا يزال سعد رفيق الحريري يبالغ في طلب الحقيقة، ربما يفعل ذلك عن جهل أو عن علم بكل ما تحمله محكمة دولية بمواصفات تم اللعب عليها بدقة مفضوحة ستأتي على تدمير كامل لبنان و دول مجاورة.

1 التعليقات:

مقال ممتع ومفيد والمبالغة مثلما ذكرت أخي الكريم في أي أمر عادة ما تكون لها عواقب لا تكون في الحسبان ..لا افراط ولا تفريط ،هذا ما نتعلمه كمسلميين كسلوك عند تقديرنا وتقييمنا للأمور ،والاسلام دين الوسطية التي تعني عدم الغلو والمبالغة كما عدم التسيب في الأحكام ..والحمد لله على سلامتك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More